الأربعاء، 03 يناير 2024 - 11:29 ص

يضطرب المشهد كبركة مياه آسنة أُلقي فيها حجر, فتعكّر صفوها لفترة ثم راق سطحها واستقر على ترتيب جديد, هكذا ينسدل الستار ببطء عن غرفة نوم كبيرة أقرب إلى بهو فسيح, بداخلها  شخص مات من سنوات غير أنه يستلقي على سرير صغير في زاوية بعيدة بالقرب من نافذة مغلقة، ينظر للسقف ويعقد يديه على صدره في وضع استسلام.

 خطاب قديم مغلق أرسلته أمي إليّ ونسيته في زحمة الحياة, يحوي نبوءات تحققت جميعها إّلا واحدة أو اثنتين منها.

شيخ بلغ سنّ المعاش من فترة، براويز عتيقة يلتصق بها غبار الزمن أخرجها الرجل مع الخطاب دون إذن من دولاب خشبي بعرض الحائط, سحلية صغيرة تواجهني بجرأة غريبة. ساعدٌ ضَعُف وعضلات وَهَنَتْ، لم أستطع قتل الزاحف، ظل رابضًا مكانه، يخرج لسانه في حركات سريعة، ينظر لي بعين شبه مطبقة لم تخل من سخرية.

فلمّا عجزت أن أبدّل الصورة بأخرى، آثرت أن أعود إلى نومي، آملًا أن ينجلي سواد الليل عن صبح آخر وإن كان على أي حال ليس بأمثل .